بقلمى / نجمة السماء
في الليلة القمراء اجلس قليلا..يأخذنى ضيها بل ويخطف بصرى برقها..تسبح في عيناى نجومها..تروح في دنياى نسيمها..تذهب عن فؤادى انينها..تشدنى ..تحتوينى..تحتضننى بحنانها..تجذبنى بل وتجتذبنى داخل أعماقها..فيا لها من ليلة يقف البشر بحثا عن أسرارها..
وأظل اجلس واجلس في هذه الليلة القمراء..حتى كدت التصق بمقعدى بحثا عن سر وجودى في السماء..بحثا عن قمرا يضىء ليل أيامى..بحثا عن نجما يسطع ظلمة سنينى..بحثا عن نورا يبيت في سكنات فؤادى..بحثا عن لحظة صدق لا وجود لها في هذا الزمان..بحثا عن زهرة شذا عبيرها دواء لجراحى..بحثا عن قلب اتغنى فيه بأشعارى..بحثا عن وجه أراه كل يوم في منامى..وأظل اجلس في هذه الليلة القمراء...حتى أحسست وكأن يداى ترتعش وكأن جروح قلبي تندمل...حتى أحسست أن خريف العمر ربيع يكتمل وأن سنين الدهر تعود وتزدهر..حتى أحسست أن انهار الحنين فاضت وصرخات الاحزان والأنين ماتت...ورأيت نفسي أتوه في بحور السكات من نظرة نظرتها إلى عظمة خلق هذه السماوات..من لحظة تهدى إلى النفس تواضع وتجعل كل من له جاه خاضع..لحظة يولد فيها قلب برىء ويترنح بدون اى منازع..ولحظة تضيع فيها نفس تاهت في بحار من الاحزان..ولحظة تذرف فيها دمعة بحثا عن الشعور بالأمان..ولحظة يسقط في بئرها كل عاشق ولهان..ولحظة تنهمر دموع القلب فيها من الاشجان
ولحظة تبكى فيها السنين بحثا عن الايام فيا لها من لحظات!!! لحظة تنبض فيها العيون بالنسيان ويلوح لسان الحال بالحب الذى مضى وكان..ولحظة يعود إلى القلب سمائه وتسبح في أحشائه الأنغام...ولحظة يناجى الفؤاد فؤاده ويهدئ من صرخات الايام...فيا لها من لحظات!!!!!!
لحظة يضئ فيها قنديل سهرى وتسيل من بين يداى قطرات خجلى..لحظة يجلس في ضيها قمرى ويبزغ من بين قمرها فجرى وتشرق من بين سطورها شمسي وتغرب من بين حناياها جراحى...وترسم على شفتاى ابتساماتى...
لحظة اجلس في ليلتى القمراء لأجلها..فيا لها من لحظة ينعم فؤادى بها أتنفس انفاس عليلها واتوه في بحارها وانهارها...ٱه وٱه من لحظة بزوغ فجرها..يرانى فيها الحبيب ويتغنى بأشعارها..فما اجملها من لحظة، اجول في الكون بحثا عن سر وجودها..لحظة اتمنى من الخلاق أن لا اسأم بزوغها....
لحظة لقاء الحبيب
