الإعلامية نيوز الإعلامية نيوز
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

هل اصبح التدخل العسكري الروسي في افريقيا الوسطى وشيكا / الإعلامية نيوز

هل اصبح التدخل العسكري الروسي في افريقيا الوسطى وشيكا

 

تقرير/السيد شحاتة


بانت في الأفق  ملامح الدخول  العسكري الروسي في الطريق لحل الأزمة السياسية في جمهورية أفريقيا الوسطى بعد محاولة الانقلاب المزعومة التي قامت بها  مجموعات متمردة معارضة للرئيس المنتهية ولايته فوستين أرشانج تواديرا المدعوم من موسكو


وذلك قبل أيام  من موعد إجراء انتخابات رئاسية ونيابية جديدة


 وأشارت وكالات الانباء إلى أن الحياة في العاصمة بانغي كانت تسير بشكل طبيعي أمس وسط مظاهر تجهيز لعيد الميلاد

 لكن يصعب على السكان تجاهل التهديدات إذ لا تزال ذكريات رعب عام 2013 حاضرة في أذهانهم. فحينها أطاح تحالف جماعات مسلحة ذات غالبية مسلمة تسمى «سيليكا» بالرئيس فرنسوا بوزيزيه في ظل  مواجهات وسقوط آلاف القتلى في بانغي وسائر الدولة


وأعلن الكرملين أمس عن قلقه البالغ مما يجري في أفريقيا الوسطى 

حيث قال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن موسكو «تتابع تطورات الموقف» في حين لفتت تقارير إلى نشر مئات العسكريين الروس وزج أسلحة ثقيلة لمساعدة الرئيس فوستين تواديرا على مواجهة التمرد ورغم أن موسكو حافظت على تكتم حول تحركاتها على المستوى الرسمي

 لكن بدا أن تطورات الوضع الميداني دفعت إلى توسيع التدخل في هذا البلد خصوصاً بعدما هزم المسلحون الذين يحاولون منع إعادة انتخاب رئيس الدولة لولاية ثانية وحدات القوات المسلحة لجمهورية أفريقيا الوسطى التي يقاتل معها مرتزقة من شركة «فاغنر» الروسية

 وكان المتمردون نجحوا في الاستيلاء على المركز الإداري لمحافظة لوباي مدينة مبايكي ما يعني توسيع سيطرتهم على وسط المنطقة الواقعة إلى الجنوب والغرب من بانغي التي كانت تعتبر الأكثر أماناً في البلاد.


وقال بيسكوف في إفادة موجزة  إن «المعلومات التي تأتي من هناك مدعاة للقلق الشديد و على حد علمنا حتى الآن لا يوجد تهديد لحياة المواطنين الروس لكن هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نراقب الأخبار الواردة عن كثب».


ونقلت وكالة الصحافة الفرنسي مساء أمس عن دبلوماسي روسي نفيه ارسال جنود إلى جمهورية افريقيا الوسطى لكن بدا من كلامه أنه ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال أن يكون هؤلاء من المرتزقة.


ومع قيام رواندا التي كانت نشرت وحدات من قوات الفصل في إطار مهمة دولية لحفظ السلام بإرسال مئات من المقاتلين لتعزيز قواتها التي تعرضت لهجمات

 حمل الإعلان عن  قوات روسية نظامية مؤشراً إضافياً إلى سعي موسكو لتعزيز حضورها العسكري في هذا البلد بالاستناد إلى اتفاق تعاون عسكري سابق كان الطرفان أبرماه في 2017.


ومعلوم أن رئيس الجمهورية كان عهد منذ فترة طويلة بالأمن إلى حراس شخصيين وظفتهم شركات عسكرية روسية خاصة.


وقالت تقارير أمس إن الجيش الروسي طلب من جميع سكان العاصمة مغادرة المدينة قبل بدء هجوم واسع النطاق وأشارت إلى أن رئيس الدولة «يخضع لحراسة مشددة من قبل العسكريين الروس».


ووفقاً لما سبق فإن المحاولة الانقلابية التي شارك فيها تحالف يضم ثلاث مجموعات مسلحة قوية تهدف إلى عرقلة الاستحقاق الانتخابي الرئاسي المقرر يوم الأحد (27 ديسمبر/ كانون الأول). 


وقدأثار تقدم القوات المتمردة التي تسيطر على معظم البلاد نحو بانغي على طول الطرق السريعة الرئيسية مخاوف لدى الروس من انهيار مفاجئ للسلطات المدعومة من موسكو.


ونقلت وسائل إعلام عن مصدر أمني ومصدر في مطار العاصمة أن طائرات روسية عدة هبطت في عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى خلال اليومين الماضيين ونقلت مئات الجنود وأسلحة ثقيلة.


وكان رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى طلب في عام 2017 من الرئيس فلاديمير بوتين المساعدة في تجهيز القوات المسلحة للبلاد بالأسلحة والذخيرة وتفيد المعلومات بأنه منذ بداية التعاون العسكري مع حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى زاد النشاط الروسي  بشكل متزايد  وانتقلت من التدريبات العسكرية إلى نشر الوحدات في أماكن عدة وصولاً إلى تشكيل الحماية للرئاسة


 مما جعل جمهورية أفريقيا الوسطى تتحول إلى رمز قوي للوجود الروسي في القارة في غضون بضعة أشهر.


كانت وزارة الخارجية الروسية أفادت السبت بأن نائب وزير الخارجية والمبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف أجرى محادثات مع نظيرته في جمهورية أفريقيا الوسطى سيلفي بايبو تيمون تم خلالها التطرق إلى «تطورات الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى وحولها بما في ذلك الانتخابات العامة في هذا البلد». 


وكانت موسكو تأمل في أن ينجح الرئيس الحالي في تمديد ولايته خلال الانتخابات المقبلة لكن التحالف من أجل المعارضة الديمقراطية دعا الأحد إلى تأجيل التصويت «حتى استعادة السلام والأمن»


 وتتهم أوساط روسية الرئيس السابق للبلاد فرنسوا بوزيزيه الذي يترأس هذا التحالف بتنظيم التمرد المسلح لإطاحة الرئيس وتأجيل الاستحقاق الانتخابي.


وكان من المفترض أن يكون الرئيس السابق هو المنافس الرئيسي للرئيس الحالي في الانتخابات المقبلة

 لكن المحكمة العليا لجمهورية أفريقيا الوسطى منعت سابقاً بوزيزيه من الترشح لأنه مطلوب في عدد من التهم بما في ذلك القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب

 ورغم دعوات المعارضة لتأجيل الانتخابات بسبب اندلاع أعمال العنف تصر السلطات على إجراء التصويت في موعده.


وقال المتحدث باسم الحكومة أنج مكسيم كازاجي، «لا توجد خطة بديلة وستجرى الانتخابات في 27 ديسمبر (كانون الأول)».


وقد اعتبرت فرنسا أن إجراء الانتخابات في موعدها الأحد ضروري لتجنب أي «فترة من عدم الاستقرار من شأنها إعادة تفعيل مشاريع البعض للاستيلاء على السلطة بالقوة» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر بالرئاسة الفرنسية


ورفض المصدر التعليق على التعزيزات التي أرسلتها كل من روسيا ورواندا مشيراً إلى أن الأمم المتحدة «قامت بمهمتها بشكل جيد في الأيام القليلة الماضية».


و تشير وسائل إعلام إلى أن توسيع روسيا وجودها في أفريقيا عبر مجموعات «فاغنر» التي نشطت بشكل واسع في عدد من البلدان الأفريقية شكل في كثير من الحالات مقدمة لحضور عسكري مباشر للجيش النظامي الروسي.


وكانت الالتفاتة الروسية القوية نحو أفريقيا بدأت تأخذ مساراً متسارعاً منذ عام 2012 بعد عودة الرئيس فلاديمير بوتين إلى مقعد الرئاسة

في ذلك الحين قال بوتين إن تقوية العلاقات مع البلدان الأفريقية يعد إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية.


ولا يخفى أن موسكو تستند في تعزيز وجودها في أفريقيا بشكل عام إلى علاقات تاريخية ربطتها بدول القارة الأفريقية منذ عهد الاتحاد السوفياتي لكن خلافاً لعهود تحكمت فيها مساعي الترويج والداعية الآيديولوجية فإن المصالح المباشر، خصوصاً لدى عدد من الجمهوريات الأفريقية لتنويع خياراتها في السياسة الخارجية غدت العنصر الحاسم لتعزيز هذا النهج


 وأثار الطموح الروسي مخاوف القوى الغربية من تمدد موسكو في القارة السمراء وانسحب هذا على «التنافس» الروسي - الفرنسي في أكثر من بلد أفريقي بينها أفريقيا الوسطى وعلى التنافس كذلك مع الولايات المتحدة التي يقول خبراء روس إن نفوذها انحسر بقوة خلال سنوات

 وتعزز روسيا صلاتها السياسية في المنطقة إذ زار 12 قائداً أفريقياً البلاد منذ عام 2015 وشهد عام 2018 وحده ست زيارات 

وتوجت روسيا هذا المسار العام الماضي بتنظيم أول قمة روسية - أفريقية في سوتشي.


وتعد روسيا شريكاً دفاعياً مهماً في أفريقيا وهي أكبر مورد للسلاح في المنطقة

 ومنذ عام 2014 وقعت اتفاقيات تعاون عسكري مع حوالي 19 دولة أفريقية

 وأبرمت روسيا اتفاقات مع أنغولا ونيجيريا والسودان ومالي وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية خلال عامي 2017 و2018.


وكان أحدث إعلان عن اتفاق عسكري ضخم مع دولة أفريقية هو الاتفاق الذي قالت موسكو إنه تم إبرامه أخيراً مع السودان لإقامة قاعدة عسكرية بحرية روسية في بورتسودان.


لكن التعاون العسكري مع بلدان القارة لا يقتصر على البعد الرسمي والنظامي

 إذ تشير تقارير إلى تعزيز النشاط القوي لشركات عسكرية روسية خاصة في العديد من البلدان الأفريقية التي تأمل موسكو بالحصول على مكاسب سياسية واقتصادية واسعة فيها

ومع أن أفريقيا الوسطى كانت بين أوائل البلدان التي تم الكشف فيها عن إرسال وحدات من «مرتزقة فاغنر» لتحويل مسار العمليات العسكرية في جولات من الاقتتال الداخلي فيها

 لكن نشاط هذه المجموعات امتد ليشمل عدداً واسعاً جداً من البلدان الأفريقية الأخرى.


ومثلما كان الحال في أفريقيا الوسطى فقد مهد دخول «المرتزقة» في حالات عديدة أخرى لتوسيع حضور «الخبراء» العسكريين الروس أو وحدات تابعة للجيش النظامي.

عن الكاتب

El eilamia new's

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

الإعلامية نيوز

2016